أكد عضو المكتب السياسي في "الكتائب" سيرج داغر أن اللقاء الذي جمع وفدين من "الكتائب" و"المردة" يوم أمس في الصيفي يندرج باطار التواصل الدائم والمستمر بين الفريقين، لافتا الى ان العلاقة بينهما تقوم على الكثير من الاحترام والجدّية، "وعندما نطرح ونناقش الامور نتداول بها بالعمق سواء القضايا المرتبطة بهواجس اللبنانيين ككل او هواجس المسيحيين بشكل خاص".
وأشار داغر في حديث لـ"النشرة" الى ان النقاش تطرق يوم أمس الى المواضيع الآنيّة سواء خطّة الكهرباء، او الاجراءات التي يتم التداول بأنها ستطال محدودي الدخل، كما بالتحديات المقبلة على البلد وغيرها من القضايا، كسعي أفرقاء سياسيين لاستخدام الدولة ومؤسساتها خدمة لمصالحهم الحزبيّة والشخصيّة، وهو ما لا نقبله كمعارضة وما يعارضه أيضا أفرقاء موجودون حاليا في السلطة كتيار "المردة". وأوضح ان البحث مع "المردة" طال ايضا العمل على توسيع اطار التعاون ووضع آليّة للتنسيق بين الطرفين. واضاف: "أوضحنا وجهة نظرنا لوفد "المردة" من خطة الكهرباء التي نعتقد أن فيها ما هو جيد، لكن في نفس الوقت يوجد فيها تجاوزات قانونيّة لجهة السعي للتفلّت من الرقابة، لذلك نحن نحضّر طعنًا بها لن يؤدّي الى توقف الخطّة انما الى فرض الضوابط القانونيّة المطلوبة".
ورأى داغر ان حجم ونوعيّة الوفدين سواء من "المردة" و"الكتائب" يؤكدان العلاقة الخاصة التي تجمع الطرفين وأهميتها لهما، خاصة بعدما أثبتنا كـ"كتائب" اننا لسنا مجموعة غوغائيين، انما معارضة جدية تطرح البدائل حرصا على مصلحة الناس والمصلحة الوطنيّة العليا، وقال: "بالنهاية هناك امر واقع يجب التعاطي معه مع حكومة تضع الخطط وتتخذ القرارات، ونحن نسعى للتأثير الايجابي على أفرقاء فيها لتغيير رأيهم ببعض الملفات وتصويب المسار العام، فلا يمكن ان نتحدّث بالاصلاح ونتفادى التواصل والتنسيق مع فريق آخر داخل الحكومة يعمل للهدف عينه".
وردا على سؤال، نفى داغر نفيا قاطعا أن يكون أحد أهداف التقارب بين "المردة" و"الكتائب" الانتخابات الرئاسيّة المقبلة، مشددا على ان "هذا الاستحقاق لا يزال بعيدا وغير مطروح ولدينا الرئيس للجمهورية، أطال الله بعمره، وبالتالي نحن لم نصل لمرحلة الانتخابات الرئاسيّة لنتحدث بشأنها". وقال: "ما يعنينا حاليا التصدي لأي استئثار من اي نوع كان. لعبة التعيينات والمحاصصة رفضناها حين رفضنا الانضمام الى الحكومة، واليوم نرى للأسف من يدّعي مثلا الدفاع عن حقوق المسيحيين، لكن يتبين بالممارسة أنه يحمل هذا الشعار بمسعى لتحقيق مصالح شخصيّة، فاذا تمكن من تنفيذ طموحاته تحدّث عن تحقيق توازن طائفي وفي حال فشل يتحدّث عن غبن لاحق بالطائفة".
وتطرق داغر لموضوع الموازنة، فشدد على وجوب انتظار ما سيصدر رسميا بخصوصها قبل التعليق على ما نسمعه، واضاف: "للاسف هناك من يحصر محاربة الهدر والفساد بملاحقة بعض الموظفين بالادارات، ورغم اهميّة هذا الموضوع، نعتقد ان الأكثر أهميّة هو التصدي لسوء ادارة واستخدام السلطة، خصوصًا عندما نرى ان كل الشركات التي تفوز بالتلزيمات والمناقصات هي قريبة من احزاب السلطة اذا لم نقل أن هذه الاحزاب شريكة بها". وختم: "هم يدعون اللبنانيين للتقشف ويرفضون ان يتحملوا مسؤولية تقصيرهم او فشلهم بادارة السلطة كما يرفضون اعادة الاموال المنهوبة وهذا امر لا يمكن ان نقبل به".